المغاسل مصدر للعدوى والملابس تنقل السل والجرب والحساسية
أثبتت دراسات حديثة أن الملابس قد تكون سببا للعديد من الأمراض التي تتراوح بين آلام الظهر والعدوى البكتيرية والإصابة بالإمساك والصداع، وأوضحت مؤلفة الموسوعة العربية لعلم العناية بالملابس والصحة الملبسية سناء الغمغام أن الملابس تسبب الأمراض بسبب نوعياتها أو نوعيات أنسجتها، أو بسبب سوء العناية بها والأدوات المستخدمة في هذه العناية، والتي لا تخلو من بعض المخاطر، فالسوائل المستخدمة في التنظيف الجاف مثلا تحوي مواد كيميائية تسبب أشكالا من الحساسية، مؤكدة أن مغاسل الملابس من أهم وسائل نقل الأمراض.
وأوضحت الغمغام أن أمراضا جلدية ناتجة عن ميكروبات وطفيليات تظهر في الجلد على صورة بقع إما بنية أو بيضاء اللون، وقد تظهر على صورة قروح وحكة شديدة، ومن أشهر الأمراض الناتجة عن الفطريات التينيا الملونة، وأخطر الطفيليات التي تنتقل عن طريق الملابس من شخص لآخر القمل، عدا الأمراض الجرثومية التي تنتقل مع الرذاذ الذي قد يختلط بالملابس مثل السل والفطريات.
وأشارت كمثال إلى أن مرض الجرب يحتاج إلى تلامس مباشر بين شخصين لتتم العدوى، إلا أن بعض حالات الجرب انتشرت في بعض الأسر، ولم يكن هناك سبب للعدوى، سوى أن أحد أفراد الأسرة اعتاد على غسل ملابسه في المغاسل العامة.
وعن الأمراض الجلدية الناتجة عن المواد الكيميائية المستخدمة مع الغسيل، ويقصد بها أمراض الحساسية فتتفاوت درجاتها من حكة بسيطة إلى ظهور طفح جلدي أحمر على شكل بقعة بيضاء مع حكة شديدة بالجلد، وقد تستمر حوالي 24 ساعة ثم تختفي بعد ذلك، وقد تظهر هذه الحساسية في صورة ظهور بعض القشور مع حكة شديدة وهي تسمى الأكزيما.
وقالت إنه لابد من الاعتراف بأن المغاسل أمر لابد منه، لذا يجب الحرص وأخذ الحيطة عند الاستفادة من خدمات هذه المغاسل، والاكتفاء بإرسال الملابس للكي فقط بعد غسلها بالمنزل جيدا، لأن هذا يقلل الكثير من الأضرار، أما في حالات الضرورة والتي يضطر فيها الشخص إلى غسل الملابس وكيها بالمغاسل فعليه البحث عن المغاسل ذات السمعة الطيبة، ولا ينخدع بتدني السعر، ولا بزخرفة المحل، ولا بالعروض المغرية، ومن حق الزبون الاطلاع على كيفية غسيل ملابسه، ومعرفة الطريقة التي يتم بها الغسيل، لذا عليه ألا يحرج أبدا، ولا يتردد بتوجيه أي سؤال بخصوص طريقة التعامل مع ملابسه، وعليه أن يتذكر دائما أن الأمراض الجلدية في الغالب لا تظهر إلا بعد فترة قد تصل إلى شهر، وفي بعض الأحيان سنة.
وأبانت الغمغام أن عدم تطبيق المغاسل للطرق المتبعة للسلامة عالميا يؤدي لانتشار الأمراض، فبعض المغاسل تقوم بعملية الغسيل بطرق خاطئة وخطرة تؤدي إلى انتشار الأمراض الجلدية من خلال العدوى وانتقالها من شخص لآخر، لإهمالها الطرق والقواعد المتبعة عالميا للحفاظ على الملابس، وعدم استخدامها مواد خاصة لتعقيم الملابس، فأكثر المغاسل تضع الماء في الغسالة صباحا، ولا تقوم بتغييره إلا في المساء، والبعض لا يبالي بتكدس ملابس الزبائن مع بعضها بدون اتخاذ بعض الاحتياطات، وكذلك فإن بعض الملابس توضع في حوض الاستحمام "البانيو" ويتم دهسها بالأرجل، والبعض ينظف الملابس بفرشاة أقرب ما تكون لفرشاة كنس الزبالة.
وأضافت أنه من الطبيعي عدم إمكانية غسل ملابس كل زبون على حدة، ولكن لا بد من تغيير الماء خلال الغسلة الواحدة حوالي 6 مرات، وتتم إضافة مادة معقمة خاصة في كل مرة يتم فيها تغيير الماء، إضافة إلى مواد قاتلة للبكتيريا، علما أنه لابد من استخدام مياه محلاة لغسل الملابس.
منقول